حقد دفين

نظرت إليه في حقد وهو يدنو نحوي ، عفوا… أنا لا أرى و لكني أسمع وقع خطواته وهو يقترب ، يأتيني بما تجود به نفسه من الماء ، من يعتقد نفسه حتى يظن أنه خير مني ، ألمجرد أني قعيد لا أملك قدمين أمشي بهما لأبحث عن الماء يعتقد أنه خير مني ؟ آه لصروف الزمن و تقلباته التي جعلت من هو مثلي في حاجة لمن هو مثله ، يتصدق علي بما يفيض من حاجته من الماء ، معتقدا أنه بذلك يحسن إلي ، وهو لا يعلم قدر الخدمات التي أقدمها منذ زمن دون أن أسأله مقابل ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ ها هو يتفل علي ، أتمنى الموت ألف مرة على أن أشرب الماء الذي يبصقه في وجهي ……

*******************************

نظرت إلى الشجرة بعدما انتهيت من وضوئي عندها و أنا أرى الماء الذي توضأت به يسقيها ،هل النبات يفكر أو يعقل ؟ بم يا تراه يفكر الآن ؟ لا أعلم و لكنه بالتأكيد إن دام انقطاع الماء أكثر من ذلك فسأضطر إلى الاقتصاد في الماء و لن أسقي تلك الأشجار و لربما سيذبل الشجر كله ويموت .