رواية السنجة للدكتور أحمد خالد توفيق

Image

السنجة …. نتحدث هنا عالم ممتلئ بالسواد تمتزج فيه خيالات كاتب بالواقع ، هو يرى العالم ما زال متشحا بالسواد بالرغم من قيام الثورة ( من كان يعتقد أن الثورة ببساطة ستزيل كل همومنا ؟؟) ، الأمور ما زالت على ماهيتها، قل أننا استطعنا أن نزيل فقط القشرة الخارجية لتزكم أنوفنا رائحة خبيثة كنا نتخيلها و لكن قطعا لم نتصور أنها بتلك البشاعة.

تداعى لذاكرتي رواية يوتوبيا -لنفس الكاتب- عندما انتهيت من رواية السنجة ، نفس الجو القاتم الذي اقترب الكاتب منه بشدة، فقط تنبأ في الأولى بالثورة ليأتي في الثانية ليؤكد أن الثورة التي تخيلها ليست كما رآها بل إنه يظن أن المزيد قادم لا شك ، وربما كانت هناك ثالثة …. ثورة أو ربما رواية.
السبحة …. يرى الكاتب أن الشيء المميز للمصري هو ذلك التدين الفطري الذي يدفعه للتأكيد على مجموعة من الطقوس و عدم التخلي عنها بعيدا عن تدين المناظر الذي يمقته الكاتب بشدة، التدين الذي يدفع الأم أن تتمتم بكلمات غير مفهومة و هي تودع ابنها للمدرسة ، أو ذلك المصري الذي يحب أن يجلس أمام الشعراوي أو يحب الاستماع لعبدالباسط.
السيجة …. تلك التيمة الخالدة أن الناس لم يعودوا كذلك أو أن الزمن الجميل انتهى ، قديما كل شيء كان بسيطا بلا تكلف ، يمكنك أن تضحك بسهولة أو تستغرق في الاستمتاع بأمور بسيطة ، اليوم البهرجة و التكلف هي العنوان.
الرواية ممتعة جدا ، أعتقد أنها أقرب لفيلم منها لرواية ، الكاتب استطاع أن يصور الأحداث و أن يجعلنا نعيش داخل حارة شعبية بكل مكوناتها و إن كان كما أسلفت فإن الرواية قاتمة جدا تعرض لونا اجتماعيا أسودا للبيئة المصرية مع قليل من الأبيض لا يكاد يذكر.
مرة أخرى أقرأ للدكتور أحمد خالد توفيق لونا آخر من الأدب غير الرعب و أستمتع جدا.