الخوف من …
“أخشى من أمرين ، اللصوص و الذئاب” … نعم أحب أن أرتب مخاوفي ، لن تزول بمجرد الترتيب و لكن حتى تتضح الصورة ، ها أنا ذا ، أجلس وحيدا في تلك المزرعة و ها هو الليل يؤذن بالقدوم ، قد لا يكون من المحبب للنفس أن تقضي تلك الساعات وحيدا في الجبل كما يحب أهل القرية أن يطلقوا عليه ، ففي أي لحظة قد يهجم اللصوص ليسرقوا الماشية ، حينها أتمنى من الله أن يرزقني الوقت اللازم لأشرح للصوص أنه لا داعي لقتلي بإمكانهم تركي و شأني و سأغض الطرف عما سيسرقوه من ماشية .
بعد قليل أصبح الليل مدلهما ؛ لا وجود للقمر الليلة ، و إذ يستعد الصيف للرحيل يستأذن فصل الخريف بالقدوم مرسلا رياحه العاصفة كرسول لتبعث البرد و القشعريرة و … الخوف ، و كأن أفكاري كانت مسموعة ؛ ذهبت لتنبه ذلك الذئب فانطلق يعوي ليزيد الجو رهبة . نعم أخشى الذئاب فإن كان بإمكانك أن تتفاهم مع اللصوص فأنى لك أن تتفاهم مع ذئب جائع يراك وجبة عشاء ممتازة ، و إذ أجول بخواطري بدأت الرياح تهدأ رويدا رويدا حتى خيم الصمت المطبق ، على أي حال بإمكاني الآن أن أوقد الشموع دون أن تنطفئ ،و لكن الأمور بدأت تزداد سوءاً ، إذ ألقت الشموع بتلك الظلال فزادت الجو رهبة ، لا … أنا لا أخشى الجن بل أخشى ما هو أسوأ ؛ الهلاوس التي يولدها العقل ، مهلا … هنالك صوت ما قادم من الغرفة المجاورة ، علي أن أذهب لأستطلع الأمر ، لا لن أقف هكذا مكتوف الأيدي ، أعلم أن الفضول قتل القط ؛ هكذا يقولون ولكنني لست بقط ، لأتسلح بسكين ومن ثم لأذهب …
****************************
” إلى هنا انتهت كتابته ” تنهد الضابط و هو ينظر إلى زميله معقبا :
– إذن نحن لا نعلم ما الذي حدث بعد ذلك و ما الذي رآه في الغرفة المجاورة .
رد عليه زميله وهو يغطي الجثة :
– كما أنه لا وجود لأي شبهة جنائية .
– و لكن ما ذلك الشيء الذي رآه حتى ترسم على وجهه أعتى أمارات الفزع و الرعب؟
مدونة أخرى
ما السبب يا ترى في تلك الحال المتردية التي وصل إليها العالم ؟
لماذا كل تلك الحروب ؟
لماذا كل هذا الحزن و الكراهية و الحقد ؟
من هو قاتل جون كينيدي ؟
أيهما أفضل السادات أم عبد الناصر ؟
ما هي حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر ؟
لماذا بحور الشعر ستة عشر وليست سبعة عشر ؟
في الحقيقة أيها السادة العالم يحتاج لمدونة أخرى لتنجلي لنا كل تلك الألغاز ، لتزداد بحور المعرفة ، مهلا … أرى أحدكم ترتسم على وجهه تلك الابتسامة الساخرة متسائلا في سره عما يدعيه ذلك المأفون .
حسنا أيها السادة أنا لن أدعي أي شيء ، في الحقيقة أنا لن أزيد المعرفة شيئا ، لن أجيب على أيٍ من تلك التساؤلات مجرد مدونة أخرى ، ومجرد شاب يثرثر كالآخرين ، ماالجديد ؟ لا شيء ، يمكنك أن تغادر المدونة الآن ولن يفوتك شيء ذو قيمة ( ربنا يهدي شباب اليومين دول ، بيضيعوا وقتهم و وقتنا عالفاضي)
ماذا ؟ ألم تغادر بعد !!
إذن أنت مصر ( بضم الميم وكسر الصاد ) على سماع الثرثرة ، لا بأس إذا تعال – كما يقال – نضع النقاط على الحروف :
لماذا هذه المدونة ؟ لمجرد الثرثـ… أقصد لنشر بعض الخواطر .. المقالات .. القصص القصيرة سمها ما تشاء .
ربما أكتب يوما عن مذكراتي ( الأخ فاكر نفسه هتلر ) ربما .
ربما أكتب يوما مقالا أو قصة بالإنجليزية ، وحينها سيعلق أحدهم أن مجانية التعليم أفسدت جيلا كامل من الشباب .
ربما سأكتب عن دراستي .
على أي حال ما زالت الأفكار تدور برأسي .
أخيرا أؤكد أن المدونة بالتأكيد ستعنى بالجانب الإنساني فقط ليس إلا ( روح انته ياعم بسيوني خلاص مش هتكلم في اللي بالي بالك )
أين كنا … نعم الجانب الإنساني ، إذن ماذا تبقى ؟ بالتأكيد اسم المدونة حسنا ما رأيكم في ” وحي القلم ” … ماذا ؟ هناك كتاب بهذا الاسم ، إذن فلتكن ” النظرات ” هناك أيضاً كتاب بهذا الاسم ، نحن جيل يا سادة مظلوم لم يترك لنا أمثال الرافعي و المنفلوطي أسماءًا لمدوناتنا .
” مجرد مدونة ” مكرر ، إذن ” شذى الروح” اسم متفلسف ، ما رأيك بـ ” ريح الصبا ” لماذا ؟
ربما لأن ما سأكتبه في تلك المدونة نسائم كريح الصبا ، وربما لأنه اسم متحذلق لم يستخدمه الأخ العقاد أو المنفلوطي .
وأخيرا كل عام و أنتم بخير